[ضرورة الاعتناء بكتاب الله]
الحمد لله الكريم الجواد، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، مَنْ تمسك بكتابه، عز وساد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، هدى إلى سبيل الرشاد صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم المعاد.
أما بعد:
أيها المسلمون: كتاب الله هو الحياة والروح، والغذاء والشفاء، وهو العصمة والنجاة، قفوا عند حلاله وحرامه، اجعلوا لبيوتكم وخلواتكم حظاً من قراءته، فالذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب، والذي يقرأ القرآن، وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاق، فله أجران.
قوموا بحق النصح لكتاب الله، تفكروا في عجائبه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، انشروا علومه، وادعوا إلى سبيله، ومن أحب أن يعلم حاله، ويختبر عمله، فليعرض نفسه على كتاب الله.
يقول الحسن البصري رحمه الله: رحم الله امرءاً عرض نفسه وعمله على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله، حمد الله وسأله المزيد، وإن خالف أعتب نفسه وحاسبها، ورجع إلى ربه من قريب.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، فخير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أمركم بذلكم ربكم في محكم التنزيل، فقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور، والخلق الأكمل، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة والكفرة والملحدين، وانصر اللهم عبادك المؤمنين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة، وأعنه على أمور دينه ودنياه، وأيده بالحق، وأيد الحق به، وأعزه بطاعتك، وأعز به دينك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، واجمعهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.
اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك؛ لإعزاز دينك وإعلاء كلمتك، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير، وفي البوسنة، والشيشان، وفي كل مكان، اللهم أيدهم بتأييدك وانصرهم بنصرك، وسدد رميهم وآراءهم، واجعل الدائرة على أعدائهم، يا قوي يا عزيز.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠] ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.