[الإسلام والمحافظة على الأعراض]
أيها الأحبة: لا تحفظ المروءة، ولا يسلم العرض إلا حين يعيش الفتى وتعيش الفتاة في بيت محتشم محفوف بتعاليم الإسلام، وآداب القرآن، ملتزم بالستر والحياء، تختفي فيه المثيرات وآلات اللهو والمنكر، ويتطهر من الاختلاط المحرم.
عباد الله: الغيرة الغيرة احذروا الحمو فإنه الموت، واحذروا السائق والخادم، وصديق العائلة وابن الجيران، ناهيك بالطبيب المريب، والممرض المريض، واحذروا الخلوة بالبائع والمدرس في البيت!
حذار أن يظهر هؤلاء وأشباههم على عورات النساء.
فذلكم اختلاط يتسع فيه الخرق على الراقع، وتصبح فيه الديار من الأخلاق بلاقع!
هل تأملتم -وفقكم الله وحماكم- لماذا توصف المؤمنات المحصنات بالغافلات؟
الغافلات وصف لطيف محمود، وصف يجسد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم.
إنهن غافلات عن لوثات الطباع السافلة، وإذا كان الأمر كذلك، فتأملوا! كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة، لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار، وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار: {أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [الأنعام:٣١].
أيها الإخوة والأخوات: الغيرة الغيرة! إن لم تغاروا فاعلموا أن ربكم يغار، فلا أحد أغير من الله، ومن أجل ذلك حرَّم الفواحش.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: {يا أمة محمد! ما من أحدٍ أغير من الله، أن يزني عبده، أو تزني أمته}.
وربكم يمهل ولا يهمل، وإذا ضيع أمر الله، فكيف تستنكر الخيانات البيتية، والشذوذات الجنسية، وحالات الاغتصاب، وجرائم القتل، وألوان الاعتداء؟
إذا ضيع أمر الله طفح المجتمع بنوازع الشر، وامتلأ بدوافع الأثرة، وتولدت فيه مشاعر الحسد والبغضاء، ومن ثم قلما ينجو من فساد وفوضى وسفك دماء، وقد قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:٢٢ - ٢٤].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.