وما دمنا بصدد الحديث عن دور الملوك والأثرياء في ميادين العلم والعمل والرعاية، فلعلنا نطوي الزمن لأننا لسنا بصدد إثبات أمرٍ مجهول أو البرهنة على أمرٍ يداخله شك، نطوي الزمن لنصل ونتصل ونتواصل بعهدنا الزاهر وعصرنا الميمون -بإذن الله- في بلادنا المملكة العربية السعودية، بدءاً من عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وجعل جنة الفردوس مأواه، ونحن في هذا الطي والتواصل لا نتكلم عن العلم ودُوره ومدارسه بمراحله الكافة، حتى الدراسات العليا والشهادات الكبرى، فهذا واقعٌ معاش والأجيال من أروقته تتدفق، ولكن نتحدث عن الرعاية الخاصة التي تمثل -إن صح التعبير- مزاحمة القطاع الخاص في خصوصيته مزاحمةً شريفةً، وتنافساً في المعالي، فكم من كتابٍ طُبِع على نفقة الملك عبد العزيز رحمه الله، بل من أمهات الكتب في نصرة عقيدة السلف ومطوَّلات الكتب في المذهب والتاريخ والسير، ومع حديثنا عن الهيئات والمؤسسات نذكر لها نماذج من غير حصر، منها:
مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وجائزته العالمية.
مكتبة الملك فهد الوطنية.
مكتبة الملك عبد العزيز.
مؤسسة الأمير سلطان الخيرية بموسوعتها العلمية التي شرَّق صيتُها وغرَّب.
كرسي الملك فهد.
كرسي الأمير نايف.
جوائز تحفيظ القرآن والجوائز العلمية للمتفوقين التي يقوم عليها ويرعاها أمراء المناطق حفظهم الله.
فهي أعمالٌ جليلة لها دلالتها الكبرى، ومن أهمها وأبرزها مكانة المعرفة في وعي القيادة واهتمامها.
إن المعرفة والوعي قضية كبرى توازي قضايا السياسة، والاقتصاد، والدفاع، والأمن، والشئون الداخلية، والخارجية؛ حيث العلم والدين والمعرفة هي عنوان الريادة والسيادة واستحقاق الصدارة.