الحمد لله، أعاد وأبدى، وأجزل علينا النعم وأسدى، لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أكْرِم به نبياً! وأنْعِم به عبداً! صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، كانوا أمثل طريقة وأقوم وأهدى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد:
أيها المسلمون: زينة الحياة الدنيا وعُدة الزمان بعد الله؛ شباب الإسلام الناشئون في طاعة ربهم، لا تكاد تُعْرَف لهم نزوة، أو يعهد عليهم صبوة، يستبقون في ميادين الصالحات، أولئك لهم الحياة الطيبة في الدنيا، ولهم الظل الظليل يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظل المولى.
ولئن تطلعت الأمة لإصلاح ناشئتها، ورغبت في أن تقر عينها بصلاحهم، فعليها أن تهتم بتربيتهم وتسليحهم بسلاح الإيمان، وتحصينهم بدروع التقوى، وأخذهم بجد وقوة إلى العلم النافع والعمل الصالح.
إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفْسُد الأمة وتهلك مع الهالكين إلا حين تفسُد أجيالها، ولا ينال الأعداء من أمة إلا إذا نالوا من شبابها وصغارها.