إن هذه الحركة النسوية نشطت في قلب القيم، وعكس المفاهيم، وارتبطت بمصالح مادية وإعلامية وتيارات اجتماعية؛ تُعادي الدين والعقائد، وتُروج للإلحاد والإباحية والشذوذ الجنسي وهكذا يتجسد مفهوم تحرير المرأة في منهجهم عبر صنع امرأة مشاكسة عدوانية محاربة لجنس الرجال، قد تقبل من التعاليم السائدة ما تراه يُكرس لها حقوقها، ولكنها ترفض ما ترى أنه واجبات أو مسئوليات، إنها ليست دعوة إلى تحرير المرأة كما يزعمون؛ ولكنها دعوة إلى تحرير الوصول إلى المرأة.
انعتقوا من كل الروابط والقيم، والمسئوليات الأسرية، والحقوق الاجتماعية، وحولوا العلاقات العائلية إلى وظيفة رتيبة أشبه بمحاضن تفريخ، عزف الرجال عن الزواج لوجود السبل المحرمة، يشبعون من خلالها غرائزهم دون تحمل لما يترتب على الزواج الشريف من أعباء ومسئوليات.
أيها الإخوة: لقد أصبحت الحركة النسوية مذهباً ومبدأً يُكافح عنه أناس، يعقدون له المؤتمرات والندوات، ويمتطون من أجله صهوات المنظمات والهيئات من حقوق الإنسان وغيرها.
ومع الأسف -أيها الإخوة- فإن هذه المبادئ لا يُناجي بها، ولا يُدافع عنها، ولا يتحمس لها في كثير من بلاد المسلمين إلا النُّخب العلمانية ذات الهيمنة على مجريات الفكر في بلادها.
إن المعشش في عقول هؤلاء: أن التقدم العلمي، والسباق التقني، لن يتحقق إلا على أنقاض الفضيلة والإيمان، والالتزام بأحكام الإسلام، وإنها الهزيمة النفسية، والانكسار الداخلي، وحينما يُبتلى المرء بذلك؛ فإنه يفقد القُدرة على التمييز بين الحق والباطل.
إن الداعين والداعيات إلى تحرير المرأة على الطريقة العلمانية في أوطان المسلمين إنما ينشدون محالاً من الأمر، فهم وهن في عناء مستمر في سبيل الوصول إلى مركب يجمع لهم الخير والشر والحق والباطل في آن واحد.
إن الإسلام الذي جاء من عند الله شاملاً كاملاً كما جاء واضحاً جلياً لا يمكن أن يمتطى بمثل هذه الأساليب، إنهم يحاولون بأيدي مرتعشة التوفيق بين أهوائهم وانهزامهم، وتطويع بعض النصوص الشرعية.