[دعوة للدول الإسلامية والعلماء]
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله ربكم: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال:١].
أيها الإخوة: إننا نهيب بالدول الإسلامية وشعوبها، كما نهيب بجمعياتها ومنظماتها الرسمية والشعبية أن تظهر الحق وتعلنه، وأن تفضح تلك الوثيقة ومن وراءها.
على علماء الإسلام بارك الله فيهم أن يقوموا بمسئولياتهم نحو توجيه الأمة، والذب عن حياض الدين وكرامة الإنسان، وتفضيل الله لبني آدم وكرامته على ربه.
عليهم أن يعلنوا رفض كل قرارات أو مقررات تخالف عقيدة الأمة، وتفسد أخلاقها، وتبارز ربها بالمحاربة، وليرتفع صوت الفضيلة على أسراب دعاة الإباحية الساقطة، وإن تنظيم الجهود في ذلك وتنسيقها بين هذه المؤسسات والمنظمات وكل هذا الجهات العاملة مما يجب التنبه له والعناية به.
أيها الإخوة: وإذا كانوا مصرين على حنثهم فإننا مصرون على الاستمساك بديننا، مؤمنون حق اليقين وعينه وعلمه بأن الخلاص الحقيقي، والأمن المنشود، والحياة الطيبة الطاهرة، والسعادة المبتغاة، لا تكون إلا في ظل الإسلام عقيدة ومنهجاً، عبادة وسلوكاً، والتحلي الصادق المخلص بالدين والأخلاق في معاملة المرأة والطفل والرجل، وتكثيف توجه الأمة نحو إسلامها من خلال ولاة الأمر فيها وعلمائها ومراكز البحوث العلمية والمؤسسات التربوية، وتطبيق أحكام الشرع التي بها وحدها لا غيرها يسعد المجتمع.
أما اللهاث وراء سراب المشاريع والخطط التي يرتب لها هؤلاء الذين يزينون الفساد، ويختلقون له الأسماء البراقة، وأغلفة من التمعلم خادعة، هذا اللهاث هو الذي سيبقي الأمة مهددة في دينها وأخلاقها، بل في شأنها كله، وإنكم لمبصرون أنه كلما ارتفعت راية للحق وعلت مناداة مخلصة لتطبيق شرع الله والالتزام به، إلا وانبرت أقلام الملاحدة، والمنظمات المشبوهة؛ لتتهم هذه الدعوات والتوجهات والتطبيقات بالوحشية والهمجية والقسوة والرجعية، وإن من أحدثها وأقربها ما يثار حول هذه البلاد الطيبة المباركة، بلاد الحرمين الشريفين في تطبيقها لشرع الله والالتزام بحدوده، وضربها على الإجرام وأهله ودعاته بيد الشرع الطاهر المطهر، ولكن قاصدة الحق سائرة بإذن الله ولن يوقفها نبح أو عواء.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد نبي الرحمة والمرحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين واخذل الكفرة والطغاة والملحدين، اللهم واخذل الكفرة والطغاة والملحدين، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرهم يا رب العالمين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا ووفقه لما تحب وترضى، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الحق وتعينه عليه.
اللهم وفقه بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعزه بطاعتك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك والحكم بشريعتك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم واجعلهم رحمة لرعاياهم، واجمعهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة من كل شر، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون