إن من الخير لك والعلاج لمرضك والمداواة لقلبك: أن تقدم للمحسود ضد ما يدعو إليه حسدك فتبدل الذم بالمدح، والكبر بالتواضع، وعليك بالموافقة لأخيك فيما حسدته من أجله، واعلم أن المدح وإظهار السرور في النعمة يستجلب قلب صاحب النعمة، ويسترقه ويستعطفه، ويحمله على مقابلة ذلك بالإحسان، ثم يصير بينكما تبادل الإحسان والمعروف وحسن المقابلة فيطيب القلب، ثم ما كان تكلفاً يصير طبعاً وسجية.
والدواء في أوله مر المذاق ولكنه عظيم الأثر بإذن الله، ومن لم يصبر على مرارة الدواء لم ينل حلاوة الشفاء.
وتأمل ما يقوله ابن سيرين رحمه الله: ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا؛ لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة؟! وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو إلى النار يصير؟!
أيها الإخوة: إن نور الإيمان كفيل بتبديد دياجير الحسد من القلب، فيصبح المؤمن ويمسي سليم الصدر، نقي السريرة، طاهر الفؤاد، يبتهل إلى الله بما يلهج به الصالحون:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}[الحشر:١٠]