ولعلي أختم بهذه الكلمات: وهي وقفة بين نظرتنا ونظرتهم.
هل الحرية والحقوق أن تكون المرأة غانية في سوق الملذات والشهوات، يستمتع بها الرجل من طلوع الشمس إلى غروبها، ومن غروبها إلى طلوعها في دور الأزياء، وقاعات السينماء، وشاشات التلفاز، وصالات المسارح، وأغلفة المجلات، وشواطئ البحار والأنهار، وبيوت اللهو والدعارة، والصخب في السيارة، بل ومع الأسف حتى في ردهات المستشفيات والملاحات الجوية، ومن المشين المخجل أن يقال: إن ذلك قد يقع حتى في دور التعليم ومحاضن التربية، هل هذا هو سبيل نيل الحقوق؟ أو هذه هي صورة نيل الحقوق؟ ولكن في الحقيقة إنها البيوت الخربة، والمسئولية الضائعة حين ألقاها الرجل عن كاهله فوقعت تلك النساء حيث وقعن؛ إهمال وتنصل من مسئولية الإنجاب والتربية البيتية، فأصبح الذكر والأنثى لنفسه لا لأهله، للذته لا لكرامته، فمن أجل هذا فأنت ترى أنه كلما سادت هذه المفاهيم رأيت الفساد يستشري، والخراب إلى الديار يسري، إنهم يريدون امرأة نداً للرجل ومماثلاً له ومناوئاً، والمرأة في نظرتنا شقيقة الرجل وشقه ومتممته، الرجل محتفظ برجولته والمرأة متميزة بأنوثتها، إنها في نظرتهم كما أسلفت آلت إلى سلعة في سوق النخاسين وعروض الأزياء، غانية في سوق اللذة والشهوات.
إن نظرتنا أنه لا يجوز أن يكون تأمين العيش، ولا مكافحة الفقر، ولا محاربة الجهل على حساب العرض والشرف، فما ضياع الشرف إلا ضياع العالم كله إن كانوا يعقلون، ولئن وجد الشاب والشابة في نزواته وصبواته وفترة الطيش من عمره لذة عاجلة أو شهوة عابرة فإن عاقبة ذلك الدمار والتشتت الأسري وانهيار المجتمع كله، وما كانت فتيات المجلات ونجوم المسلسلات إلا نتاج هذا النظام الخاسر.
إذاً: هذه إشارات إلى مواقع المرأة والرجل في ديننا، خلقهم الله سبحانه وتعالى من نفس واحدة، العلاقة بينهما علاقة مودة ورحمة وسكن وطمأنينة، لا علاقة صراع ومنافسات غير شريفة، وهذه بعض لمحات وبعض إشارات، والموضوع واسع، والقضية كبيرة، ولكن لعل من مجموع ما سمعتموه مما سبق وما سوف تسمعون إن شاء الله تتكامل النظرة والصورة.
وأقول هذا القول وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.