للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدرس الثاني: الثبات والعقيدة]

أما درس الثبات والعقيدة والإيمان، فقد فر في المعركة مَن فر، وولوا مدبرين كما ذكر الله؛ لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف رابط الجأش، وأمر العباس -وكان صَيِّتاً جهوري الصوت- أن يهتف بأصحاب العقيدة، ورجال الفداء عند الخطوب، فهم وحدهم -بإذن الله- الذين تنجح بهم الرسالات، وتُفَرَّج بهم الكروب، وعلت صيحات العباس: [[يا أصحاب الشجرة، يا أصحاب السَّمُرة -إنهم المبايعون من المهاجرين والأنصار- يقول الراوي: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا الصوت عطفة البقر على أولادها، فقالوا: لبيك لبيك]] لقد هُزِم المسلمون حين الإعجاب بالكثرة، ثم نصروا بالقلة القليلة الصابرة الصادقة.

إن العقيدة لا يبنيها ولا يحميها بإذن الله إلا الصفوة المختارة من أصحاب الشجرة والسَّمُرة من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، ممن يبذل ويضحي ويعطي أكثر مما يأخذ.