[المعايير الغربية والرؤية النصرانية هي الحكم في قضية البوسنة]
لقد أضحى من الجلي البيَّن أن معايير المصالح الغربية والرؤية النصرانية هي الحاكمة في القضية، وهي التي تُحدِّد المسار وتقرر المصير.
ومن أجل مزيد من الإثبات لبعض من لا يزال في قلوبهم ريب وفي نفوسهم شك، هذا متحدث منهم ذو مقام رفيع يقول عن هذه الفاضحة وقد صدقكم فيما قال: إن الصرب هم حلفاء الغرب المخلصون في عملية التطهير التي تتم من أجل التخلص من الأقليات غير المرغوب فيها.
إن الغرب قد صنف الصرب كمعتدين، ولكنه يأبى أن يضعهم في مصاف الأعداء، والسبب -والكلام لا يزال لهذا المتحدث منهم- هو أننا نحن الغربيين ونحن الأوروبيين نحارب نفس العدو الذي يُحاربه الصرب، ذلكم هو الإسلام والمسلمون.
إن الغرب -ولا يزال يتحدث- قد يلقي بعض قنابل الدخان في مواجهة الصرب، ولكنه لن يتدخل بصورة حاسمة ضدهم؛ لأنهم يقومون بمهمة تحقق هدفاً تطلع إليه الغرب، ووجد في الصرب ضالته المنشودة بتنفيذ تلك العملية القذرة.
إنه إذا كان لابد -ولا يزال الحديث له- من تدخل غربي في البوسنة، فإن ذلك التدخل سيتم بالضرورة على حساب الضحية وهم مسلمو البوسنة، وإن قوة التدخل التي أنشئت ستكون مهيأة لمواجهة أي تحرك من جانب مسلمي البوسنة.
وختم كلامه بقوله: إنه لولا التحالف بين الغرب وبين الصرب لانتهت هذه الحرب منذ زمن طويل.
إن الغرب يواجه الصرب بليونة، وضحية تلك الحروب الشريرة هي الثقافة الإسلامية، التي يرى الغرب أنها تتعارض مع نظام دولي بلا قيم ولا مبادئ، يريد الغرب أن يفرضه على الجميع انتهى كلامه.
ويقول أحد وزراء خارجيتهم وقد سُئِلَ عن مسوغات وجود حلف الأطلسي وقد انهار الاتحاد السوفيتي يقول: إن المواجهة القادمة ستكون مع العالم الإسلامي!!
ويقول رئيس وزراء إحدى دولهم معلقاً على أحداث البوسنة: إننا لن نسمح بقيام دولة إسلامية في أوروبا.