أما الموعظة الحسنة فهي: القول الذي يلين نفس المخاطب ليستعد لفعل الخير والاستجابة له، وتجمع بين الرغبة والرهبة، والإنذار والبشارة، فالموعظة الحسنة تجمع بين الرغبة والرهبة، والإنذار والبشارة، فهي تذكير بالخير فيما يرق له القلب، وتخويف وترجئة وتلطف وحزم بإنسان تجله وتنشطه وتجعله بصورة من يقبل الفضائل ويحبها ويتحلى بها.
وأحب أن تتنبهوا لهذا القول؛ لأنه سيأتي له تفصيل فيما بعد.
قولنا: إنها تلطف وحزم بإنسان تجله وتنشطه: فأنت حينما تدعو أخاك المسلم ولو كان على منكر يجب أن تحفظ له حق الإسلام، وأن يشعر منك بالتقدير والاحترام، فهذه موعظة، وليس المقصود الإهانة أو التبكيت أو التوبيخ، وسيأتي تفصيل لهذا؛ ولهذا نقول: هي تخويف وترجئة وتلطف وحزم بإنسان تجله وتنشطه، وتجعله بصورة من يقبل الفضائل ويحبها ويتحلى بها.
ومن أهم مظاهر الوعظ الحسن: أن يحس الموعوظ بأن الواعظ يحبه، ويشفق عليه ويقصد نفعه.