أيها الإخوة: في الأيام القريبة سوف يُعقد مؤتمر يتظاهر أصحابه بالحب للبشرية، والخوف عليهم، وهو ينضح بالكفر، ويطفح بالإلحاد، ويناوئ الله في حِكَمِه وأحكامه:{وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}[الممتحنة:١] و {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ}[النساء:٨٩].
مؤتمر يهدد -فيما يزعمون- بالانفجار السكاني، ويخوف بنقص خزائن الله.
مؤتمر يزعم أن الحل لمشكلات البشر بنشر الإباحية المطلقة، وإقرار اللواط، وزواج الشواذ، وفوضى الجنس بين المراهقين والأحداث والمتزوجين والعزاب، وشرعية الإنجاب من غير زواج، وتمرد الأبناء على ولاية الآباء، والتنفير من الزواج المبكر، وإباحة الإجهاض!
وهذا تمردٌ على كل الشرائع السماوية، والقوانين الشريفة، والأخلاق السامية، والفِطَر السليمة، وإلحادٌ صارخ، وكفر بواح.
لقد أجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم وعُدَّتهم وعتادهم، وكتبوا واستكتبوا وتنادَوا من كل جانب.
لقد زعموا أن قلة السكان تؤدي إلى زيادة التنمية، وهذا ميزان معكوس، ومعالجة سَلْبية.
إن الموارد لا تزيد -بإذن الله- إلا إذا زاد عدد البشر، فالإنسان هو الوحيد من بين المخلوقات على هذه الأرض الذي يتعامل مع هذه الموارد -بإذن الله وهدايته- بالتنمية والزيادة، والمزج والخلط، والتركيب والتوليد، والجمع والتفريق.
الصين أكثر الدول سكاناً، وهي أرفعها في التنمية معدلاً، هذا هو الحديث إليهم بمقاييسهم.
وأما أهل الإسلام، وأهل الإيمان، فينظرون إلى القضية بمقياس أكبر وأدق.
إن استدرار الأرزاق، واستجلاب الخيرات، ورفع معدلات التنمية، لا يكون ولن يكون إلا بالإيمان بالله رباً مدبِّراً خالقاً حكيماً، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.