لمزيد من الإيضاح والوضوح، فهذه وقفة من صورة تطبيقية تجسد الغاية، وتوضح المهمة، وتبين السبيل، إنها دروس من غزوة حنين، وأول ذلك: مقارنة عجيبة بين غزوة بدر وغزوة حنين.
في المقارنة بين الغزوتين تتجلى دروس التوحيد والإيمان، كما يتجلى قانون الأسباب والاستعداد.
غزوة بدر: أول لقاء عسكري بين المسلمين ومشركي العرب.
وغزوة حنين: آخر لقاء بين الفريقين.
معركة بدر: أرهقت المشركين، وكسرت حدتهم وكبرياءهم، وجعلت للمسلمين هيبة في قلوب أعدائهم.
أمَدَّ الله المؤمنين بالملائكة في الغزوتين، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحصباء في وجوه المشركين في الغزوتين.
عدد المسلمين في بدر ثلث عدد المشركين، وقلة العدد لم تضرهم شيئاً.
وفي حنين كان المشركون ثلث عدد المسلمين، ولم يكن لهذه الكثرة كثير نفع، ولا عظيم أثر إذا ما ضعف الإيمان، ما الفائدة أن يزداد عدد الجسوم والرسوم بينما لا تزال الدنيا بأطماعها وأهوائها تتخطف الأفئدة، وتمتلئ بها النفوس؟!