الحمد لله أهل الحمد والثناء، يضل بعدله ويهدي بفضله، من اهتدى من عباده فلنفسه سعى، ومن عذاب الله نجا، ومن أعرض وأبى فعلى نفسه جنى، وإن الجحيم هي المأوى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أنقذ به من الضلالة، وهدى به من العمى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وعلى طريقهم اقتفى.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله ربكم؛ فهو سبحانه أحق أن يُطاع فلا يُعصَى، ويذكر فلا يُنسَى، ويُشكَر فلا يُكفَر.
أيها المسلمون: ربنا الذي في السماء تقدس اسمه لا إله غيره، من اعتصم به هُدِي إلى صراطٍ مستقيم، ومن استعان به واستعاذ أوى إلى ركنٍ شديد، نَزَّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، أعظم ما تتعلق به القلوب رجاؤه، وأعذب ما تلهج به الألسن ذكره ودعاؤه، سبحانه وتقدس وتبارك، لا شفاء إلا شفاؤه، خلق الأجساد وعللها، والأرواح وأسقامها، والقلوب وأدواءها، والصدور ووسواسها.