الحمد لله ذي العزة والقدرة والملكوت، والقهر والقوة والجبروت، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، لا إله إلا هو يحيي ويميت وهو حي لا يموت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، جعل رزقه تحت ظل رمحه، والعزة والمجد والمنعة لمن أطاعه واتبعه، والذلة والصغار والشنار لمن عصاه وخالف أمره، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل والعمل الصالح، فاتقوا الله ربكم:{وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[سبأ:١١].
أيها المسلمون: يضيق بعض المثقفين حينما يكون الحديث عن الأعداء -أعداء الدين والملة- ولا أدل على ضيقهم وتبرمهم من قولهم: إن الأحاديث عن الأعداء مبالغٌ فيها، إنها أحاديث عجزة، وتسميات فاشلة العجزة والفاشلون هم الذين يُعلِّقون أخطاءهم على أعدائهم، وينسبون فشلهم إلى غيرهم.
أمَّا الآن فلعل إخواننا -هداهم الله- قد استفاقوا، ولعلَّ صُبحهم قد استبان، فقد جاءت الفاضحة قولاً وعملاً، بالكلمة المسموعة، والصورة المشاهدة، جاءت الفاضحة بأبشع أشكال العنصرية، وأجلى مبارزة في عداء الإسلام وأهله، إنها قضية إخواننا في البوسنة والهرسك، ولقد كانت ولا تزال قضيتنا في فلسطين، وقضايانا في كشمير، والشيشان، وبورما، والفليبين ومواطن أخرى من العالم في دول وأقلياته ملتهبة تارة وصامدة أخرى، قضايانا مع اليهود والنصارى والمشركين.
ولكنها الفاضحة الماثلة والحية القائمة، إنها جريمة النظام الدولي الجديد، والتخاذل الصارخ، والتواطؤ الجلي.
إنها فاضحة النفاق الرسمي، والنفاق الدولي، فاضحة للمبادئ المزورة من حقوق الإنسان وديمقراطية التقدم، فاضحة لكنها بشعارات العدالة والحرية وحق تقرير المصير وسيادة الدول، والقانون، والشريعة الدولية.
وتذكر -يا أخي- ما شئت من هذه الألفاظ والمصطلحات التي يلوكها الإعلام بوسائله وقنواته ويروجها ليخدع بها الناس، ويُخدِّر الكثير من مغفليهم ومغفلينا.