ساءت الأحوال في كثير من المواطن، في فلسطين وكشمير وأجزاء من لبنان، وهاهي كوسوفا نموذج صارخ، تسمع عواء الذئاب، وترى السباع وهي تنهش من لحوم الضحايا، ولا تكاد تسمع إلا أنيناً خائفاً خافتاً للمظلوم والمستضعفين، حالات من الفتن والمظالم يقوم بها الصرب الظالمون.
حالات من الفتن والمظالم، إبعاد وطرد، وتصفية عرقية، وعصبية حمراء، وعنصرية سوداء، وحرب إبادة شعواء، أراقوا الدماء، وتحكموا في الرقاب؛ فأساءوا وظلموا واستخفوا بالحرم، إزهاق أرواح، وهتك أعراض، وتمثيل وإذلال، وتهجير وإحراق في كل واد.
أهل كوسوفا في كل واد يهيمون، فراشهم التراب، وغطاؤهم الغمام.
قوافل هائمة من الشيوخ والعجائز والأطفال، لقد صرح الصرب في إعلامهم وأحاديثهم وفي مقابلاتهم؛ بأن الهدف هو القضاء على المسلمين هناك، فالمسلمون في أوروبا يجب أن ينتهوا، لقد صرحوا وتنادوا: إن على أهل كوسوفا ومن حول كوسوفا أن يختاروا أحد أمرين: إما أن يتحولوا عن دينهم، وإما الموت ولا خيار غير ذلك، بل لقد قال بعضهم: إن بيننا وبين المسلمين ثأراً، وسوف نقوم بطردهم، ومن يريد البقاء فسوف نقتله، لا نريد مسلمين بيننا.
وهذا شيء من الواقع.
أيها المسلمون: إن تدخل القوى الكبرى في محاولة لحل مشكلة كوسوفا، ورفع المظلمة عن أهلها، شيء يدعو إلى الارتياح، وهو محل ترحيب، ولكن هذه الآلة الحربية الجبارة، ألا تستطيع منع التصفية العرقية الفاضحة؟ ألا تستطيع منع التهجير الجماعي الفادح ضد مسلمي كوسوفا؟ ألا تستطيع منع اغتصاب المسلمات؟ إنه أبشع مشهد تختزنه الذاكرة الإنسانية في التاريخ المعاصر.
هل المقصود هو حماية الطريق لقوافل النازحين بدلاً من التوجه الجاد والسريع نحو منع الطرد والإبعاد وإيقاف النزوح، ومن ثمَّ إعادة الجميع إلى ديارهم ومنحهم حقوقهم؟