وإن من أهم الوقفات التي تستوقف المتأمل، ويتوجه إليها الحديث -وهو حديث المناسبة- موقف العزة الذي تجلى من خلال هذه الهجرة النبوية الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ورضي الله عن المهاجرين والأنصار وأرضاهم.
وإن درس العزة تحتاجه الأمة في حوالك أيامها، ومظاهر تسلط أعدائها، وصور الذلة والخنوع في كثيرٍ من جنباتها.
إن درس العزة والثقة يتجلى في ثقة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بربه، ويقينه بحفظه ونصره، قال الله تعالى:{إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة:٤٠] ثم يقول عليه الصلاة والسلام لصاحبه: {ما ظنك باثنين الله ثالثهما}.
ليكن العدو من يكون وما يكون، في شدته وبطشه وقوة سلاحه وكثرة جنده، فالله أقوى، والمسلم بربه أعز، ولن يُغْلَب صفٌ يكون رب العزة معه بالنصر والتأييد.