أنا أحاول باستمرار طلب العلم -ولله الحمد والفضل والمنة- ولكنني في بعض الأحيان أحس بالملل، فما هي الطريقة والوسيلة التي أسلكها لذهاب هذا الملل؟
الجواب
أولاً: كان هناك أمور لم يكن هناك متسع من الوقت للحديث عنها، وخاصة فيما يتعلق بالصبر، فإن من أهم وسائل التحصيل الصبر، فلا أبد أن تصبر، ويبدو لي غالباً أن الصبر يكون في السنوات الأولى، بعدها حينما تستلهم العلم وتتلذذ، فإنك تجد أن العلم حياتك، حتى قال ابن المبارك: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
أي: في طلب العلم.
فإن فيه لذائذ عجيبة! وخاصة حينما تستعصي على طالب العلم مسألة ثم يبذل أياماً في استكشافها والبحث عنها، فهذه تساوي عنده مئات الألوف والملايين، ويعود مرة أخرى ليبحث فيجد أن نشاطه يتجدد.
أخي! عليك بالصبر، ولا ينال العلم إلا بالصبر، لكن هذا لا يعني ألا يكون لك وقت تتسلى فيه، وبخاصة في بعض العلوم، وبعض العلوم ثقيلة وجامدة، ولا شك أن معاناتها ومعالجتها تحتاج إلى وقت، لكن لا مانع أن تجعل لك فسحة في بعض كتب الأدب المباح والشعر، والحديث مع الزملاء، وقراءة الأشياء الخفيفة والقراءات السريعة، وقد يكون ذلك عن طريق سماع الأشرطة أو عن طريق الحضور للمشايخ، وهذا فيه فائدة وفيه مسلاة لكن وأنت قد وضعت لنفسك البرنامج المعين، ووضعت لنفسك الخطة المعينة في إنهاء هذا الكتاب، وإنهاء هذا الفن، ولا شك أن كل النفوس تمل، وروحوا القلوب ساعة، لكن على أن تكون متوجهاً للعلم طول حياتك، والله سبحانه وتعالى يعينك.