[بلاد الحرمين وتعليم المرأة]
وبعد -أيها الإخوة- فمن أراد مثالاً حياً، وطريقة تُحتذى، جمعت بين تعاليم الإسلام وآداب الدين، واستوعبت المفيد من القديم والجديد؛ فلينظر إلى النموذج الذي تتبعه بلاد الحرمين الشريفين من الحفاظ على المرأة بحشمتها، مع توفير كل الإمكانات الممكنة، تعليماً وعملاً في طريق المنظمة المنتظمة، فلهن ميادينهن ومجالاتهن في التعليم والعمل والإدارة، ميادين تتمكن منها المرأة أن تُعطي العطاء المطلوب، مجتنبةً الويلات التي يُعاني منها المستسلمون والمتخاذلون والمخذولون بصرخات التحريم الكاذبة الكافرة الماكرة، لم يكن ذلك هنا لولا توفيق الله سبحانه، ثم التوجه المخلص والصادق والمدروس من القيادة حفظها الله، والقائمين على شئون المرأة -وفقهم الله- تعليماً وعملاً، منطلقاً من هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إنه التنظيم والترتيب الذي يحفظ البلاد وأهلها من الانزلاق في أوحال الاختلاط وأخطاره المريضة، ولا نزال -ولله الحمد- نرى آثاره الخيرة طهراً وعفةً ونقاءً، ولن ترضى هذه البلاد بغير هذا المنهاج بديلاً، مهما نعق الناعقون، واستبطن المستبطنون.
بارك الله في الجهود، وسدد الخُطى، وهدى إلى الحق والطريق المستقيم.
ألا فاتقوا الله -رحمكم الله- واستمسكوا بآداب دينكم، ثم صلوا وسلموا على نبي الرحمة والهدى، نبيكم محمد المصطفى، فقد أمركم بذلك ربكم جلّ وعلا، فقال عز قائلاً عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، واخذل أعداء الملة والدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة، وأيده بتأييدك، وأعزه بنصرك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، واجمعهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً غدقاً سحاً مجللاً تغيث به العباد، وتسقي به البلاد، وتجعله بلاغاً للحاضر والباد، واجعل اللهم ما أنزلت لنا قوةً على طاعتك وبلاغاً إلى حين.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.