معاشر المسلمين: زلزالٌ لم يستغرق خمساً وأربعين ثانية، ماذا كانت نتائجه وما هي آثاره؟ عشرات الآلاف من الموتى والمصابين، وخسارات مادية هائلة إنهم لا يزالون يُحْصُون ويعدون ويحسبون، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الموتى وأن يعوض المسلمين خسائرهم.
ولكن هلاَّ وقفوا أمام القضايا الإيمانية؟!
أهل العلم والإيمان يربطون بين هذه الآيات والنذر وبين أعمال بني آدم ابتلاءًَ من ربهم وتخويفاً وذكرى لعلهم يرجعون:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم:٤١].
وإن مما يستوقف النظر والتأمل -والموقف موقف اعتبارٍ واستبصار- اهتمامهم المجرد بالأسباب العلمية البحتة، فتراهم يقولون: هذه طبقة زحفت على طبقة، وهذا صدعٌ حصل على عمق كذا وكذا، وأشد من ذلك قول بعضهم: إن المنطقة الفلانية لم تتأثر بهذا الزلزال أو توابعه! والتاريخ يشهد والناس يشهدون أنها تضرب بإذن الله وأمره في أي مكان وفي أي زمان، من دون سابق إنذار، ولا يكاد في عصورنا المتأخرة يخلو عامٌ أو أقل من عام إلا ويشهد الناس هذه الآيات والنذر، بأعاصيرها وفيضاناتها وزلازلها ورياحها في شرق العالم وغربه، وشماله وجنوبه فهل من مُدَّكر؟!!