للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم من ترك الصلاة فترة من الزمن]

السؤال

ما حكم من ترك الصلاة لعدة أيام أو أشهر، ثم بعد ذلك واظب عليها، هل يعيد كل ما فاته أم لا، وماذا يجب عليه فعله؟ وجزاكم الله خيراً!

الجواب

لا يتصور عذر تترك فيه الصلاة ما دام العقل موجوداً إلا عذر الحائض والنفساء، وإلا فهو الكفر نسأل الله السلامة!

أما ما عدا ذلك فما دام العقل موجوداً، فإنه يجب على المكلف أن يصلي الصلاة في وقتها قائماً، فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فعلى جنبه، فإن لم يستطع فيومئ إيماءً، فإن كان قد تركها مغمىً عليه مثلاً، فإنه يقضي ولا شيء عليه، أما إن كان تركها تهاوناً وكسلاً، فمعلوم خلاف أهل العلم في ذلك، فهناك من يرى أنه كافر وخارج من الملة، وعليه أن يعود إلى الإسلام بالشهادتين وبإتيان ما كفر بسببه، وهو الصلاة، وهذا هو الذي عليه طوائف من أهل العلم والحديث، وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله، ويفتي به علماء أجلاء من علماء عصرنا حفظهم الله، وهناك قول آخر بأنه لا يكفر من تركها تهاوناً وكسلاً، وإن كانوا متفقين على أنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، القائلون بأنه كافر يقتل ردة، ومن قال: إنه لا يكفر فإنه يقتل حداً.

والذي يبدو لي أن هذا الذي تركها أياماً وشهوراً كأنه كان يصلي قبلها، وعاد يصلي بعدها، أرجو أن يقضي هذه الصلوات، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنه ويسامحه.