أمة الإسلام: هذه حقائق وعلاماتٍ شامخة لا يشك فيها مؤرخ، ولا ينكرها منصف.
يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم!
لماذا يتعلق أقوامٌ بحبالٍ أوهى من خيوط العنكبوت؟! يستبدلون بحبل الله وحبل رسوله عصبياتٍ وقوميات وجنسيات لم تزدهم إلا ضلالاً، ولم يجدوا من ورائها إلا تفرقاً؟!
ضلالاتٌ في الاعتقاد، وفوضى في الفكر، وتفسقٌ في الأخلاق، وتفككٌ في الروابط الاجتماعية، أشبه ما يكونون حالاً بالجاهلية الأولى.
أيها الإخوة في الله: لقد ثبت ضعف أي رابطة عن القدرة على جمع الصفوف، أو قهر الشهوات العارمة، أو محو الأنانيات المستحكمة، إذا تجردت عن العقيدة الصحيحة، والإيمان الصادق، والتربية الصالحة، ومن أجل تبيين هذا الأمر ليوازن مريد الإصلاح بين ربح الأمة وخسارتها، بين دخلها وخرجها، يوازن بين الربح لما كان الاستمساك بالعروة الوثقى، والاعتصام بحبل الله، والتألق بركاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم وركبه، يقارن بين ذلك وبين خسارتها حين انفصلت عن هذا الركب الميمون، وانطوت كل فئة على نفسها، وعاشت في عزلة عن شقيقاتها، وتمسكت بعصبيات، ودعت إلى نعرات لم تزدها إلا تباراً، فتمكن أعداؤها، وأكل الذئاب كل قاصية، فاستبيح الحمى، ونهبت الديار، وسلبت الخيرات، وتداعت على الأمة السباع المسعورة، وفرقتهم السياسات الممقوتة، ثم أقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد!
إن المجرم في حق أمة الإسلام من يسعى لإضعاف صلتها بالدين، أو يسعى في أن يزعزع من نفوسها اليقين، ومن يحول بينها وبين نبيها محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وإنها الرزية كل الرزية في أمة شرّفها الله بالإسلام، وأعزها بهذا الدين، فتخلع عنها ثوبه، وتأبى السير تحت لوائه، وترضى أن تقاتل ذليلة تحت ألوية الجاهلية، والنعرات العنصرية، والشعارات الحزبية.