هناك من يذهب إلى أن المسلمين بحاجة إلى توحيد الصفوف وإن اختلفت توجهاتهم، ويقول: بأن تقسيم المسلمين إلى فرق من شأنه أن يضعف وحدتهم، فلا يتمكنوا من الوقوف في وجه أعدائهم من أهل الكفر، فما الموقف من هذه الدعوى؟
الجواب
لا شك أن تحري الحق مطلوب من كل أحد، ويلزم الإنسان أن يتحرى الحق، وأن يسأل الله عزَّ وجلَّ أن يبصره بالحق، وأن يجعله على الحق وعلى هدى مستقيم، وأيضاً- قضية أن يتصور أن يجتمع الناس على طريق واحد فهذا مما لا يُتَصَوَّر تحقُّقه، فالاختلاف موجود، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، حتى إن بعض العلماء قال: إن هذه هي الفرق الكبار، وإلاَّ فلو أردتَ أن تعدد فرقها ومشتقاتها، لوجدتها أكثر من ذلك، فوجود الاختلاف هذا وارد، ولكن حق المسلم أن يتحرى الحق، وأن يسأل، وإذا اجتهد وتحرى، فالله سبحانه وتعالى لا يحاسبه إلا على جهده وبذله وتحريه، وخاصة فيما يتعلق بالعامة، أما العلماء، فشأنهم أكبر، وقضية تصور أن يجتمع الناس -كما قلتُ- هذا بعيد، لكن يمكن ما يسمى بالتعايش، فالتعايش شيء، لكن مع هذا لا بد أن تبقى دعوة الحق، وعلى أهل الحق مسئوليتهم أن يدعوا إلى الحق، وإلى دين الله على بصيرة.