كذلك أيضاً من أهم ما ينبغي: الالتزام بالأدب، والحرص عليه، ونقصد بالأدب أن تتعلم الأدب من الشيوخ، يقول ابن سيرين: كانوا يتعلمون الهدى أو الهدي كما يتعلمون العلم.
والهدى والهدي كلاهما صحيح، وهما بمعنى: السمت والاستقامة والشيء الذي يؤخذ به في السلوك، ويقول الحسن: إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين.
ويقول سفيان بن عيينة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، وتعرض الأشياء على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.
ويقول حبيب بن الشهيد التجيبي: يا بني! اصحب الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم؛ فإن ذلك أحب إليَّ من كثير من الحديث.
ويقول مخلد بن حسن لـ ابن المبارك: نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث.
والأعمش يقول: كانوا يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباس نعليه.
فالأدب مهم جداً، وأحياناً قد تلاحظون نقصاً في الأدب من بعض طلبة العلم مع أنفسهم ومع زملائهم ومع مشايخهم، ومن حُرم الأدب فإنه يحرم خيراً كثيراً.