للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحكمة في الدعوة إلى الله]

الحكمة مأخوذة من الحكمَةَ -بفتح الكاف والميم- وهو ما يوضع للدابة، يذللها راكبها حتى يمنع جماحها، واشتقت الحكمة من ذلك؛ لأنها إذا رزقها العبد فإنها تمنعه من أخلاق الأراذل، فالحكمة في أصلها هي: وضع الأشياء في مواضعها، وهي كل كلمة -فيما يتعلق بالدعوة- وعظتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح، وكل صوابٍ من القول ورث فعلاً صحيحاً، والحكمة تستجلب الخير الكثير، كما أخبر الله عز وجل في كتابه بقوله: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} [البقرة:٢٦٩] فالخير الكثير يجلبه صواب القول وسداد الرأي، مع ما يكتب الله من هدايةٍ وتوفيق.

فمن كل ما سبق نعرف أن الحكمة كلمة عامة جامعة تشمل: الأقوال التي فيها إيقاظ للنفس، ووصاية بالخير، وإخبار بتجارب السعادة والشقاوة، وكلياتٌ جامعة لمجامع الأدب، وباختصار فهي: اسم جامع لكل كلامٍ أو علم يراعى فيه إصلاح الناس ومعتقداتهم إصلاحاً مستمراً لا يتغير.