الشريعة هي المحجة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، وأوجب اتباعها والتزامها وصونها، وهي إلى الله أقصد سبيل بأن مبناها على الوحي والتنزيل، والخير كله في اتباعها، والشر كله في إضاعتها وضياعها، ولقد جعل الله لها حُماة يقيمون منارها، وحَمَلةً يحفظون شعارها، فحماتُها الملوك والأمراء، وحُفَّاظُها الأئمة والعلماء، في عدالة لا يُعدَل عنها، وكفاية لا يجوز الخلو منها، والشريعة في نظرتها للمجتمع تؤكد أنه كيانٌ إنساني متواصل، فالأسرة فيه ترتبط بالمودة الواصلة، والمجتمع في القرية والبلدة يتعاون أعوانه على الخير والأخذ بيد الضعيف والعاجز وتنمية المستغلات والموارد المملوكة للآحاد أو الجماعة على أكمل وجهٍ مستطاع، والأمة يتضافر آحادها على الخير فيما بينها وعلى التعاون فيما ينفعها، والإنسانية كلها تتعاون على رفعتها؛ فالقوي ينصر الضعيف، والعالِم يعلم الجاهل.