يعيش إخواننا المجاهدون الأفغان أياماً عصيبة بمناسبة حلول موسم الشتاء والثلوج عليهم، وحاجتهم تضاعفت، وقلّ الدعم من إخوانهم المسلمين، لأنهم تصوروا أنهم قد انسحبوا، ولكنهم في الواقع لا زالوا يدعمون عملاءهم من الشيوعيين، أرجو حث الموجودين بالتبرع لإخوانهم، وحث النساء على ذلك أيضاً، لأنه سيقف على الأبواب بعض الإخوة لجمع التبرعات، وسيقف على باب النساء امرأة لجمع التبرعات من النساء أيضاً؟
الجواب
لا شك أن هذا الأمر من الأمور التي يُنبه عليها، وإخوانكم المجاهدون في أفغانستان هم على ثغر من ثغور الإسلام، وسنوات عديدة وهم يقفون هذا الموقف، وإخوانهم أمدوهم بما يسر الله عز وجل، وقد كان لمددهم بعد توفيق الله عز وجل الأثر الكبير، وتحقق شيء كثير، وعجزت دولة تعتبر من أعظم دول العالم، بل إحدى دولتين عظيمتين عن أن تحقق مآربها، وقيض الله للمجاهدين القوة والصمود، وأجبروا الكفرة الشيوعيين على الخروج من الديار، ولكنهم أبقوا لهم، ورتبوا مع إخوانهم في الغي من دول أخرى مما جعل أعوانهم يصمدون هذا الصمود، وكان حقاً، ولا زال على كل مسلم عنده نجدة، وعنده مقدرة أن يعين إخوانه؛ وبخاصة في مثل هذه الظروف العصيبة، وجو الشتاء القارس، فإن طبيعة بلادهم يأتيها شتاء شديد جداً، ويصعب على إخوانكم التحرك والتنقل وتحقيق ما يريدون من قهر العدو، وتوالي الضربات عليه مع أنهم- ولله الحمد- لهم تمكنهم ولهم سيطرتهم، ولكن أولاً تبتغون بذلك وجه الله، ويكون لكم أجر المجاهد، وأنتم ردءهم، وأنتم الصفوف الخلفية لهم، فأوصيكم وأوصي نفسي بالاهتمام والاجتهاد في هذا الأمر؛ لعل الله سبحانه وتعالى أن يعز أوليائه ويعلي دينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على خير خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.