نرجو منكم نصيحة لبعض أصحاب المحلات التي تقوم ببيع المجلات التي بغلافها وبداخلها صور للنساء، ودعاية للدخان التي تهدف إلى نشر الفساد بين الشباب والشابات، وهدم الأخلاق والانحلال، ونشر الفواحش، وإفساد شباب وشابات هذه الديار الطاهرة حماها الله، وكذلك فيها استلاب لأموال المسلمين، وتدمير أخلاقهم، وأن أهل هذه المحلات مسئولون أمام الله عز وجل؛ لأنهم يعينون على نشر الفساد في الأرض؟
الجواب
جزاك الله خيراً وأفادك، لا كلام بعد كلامك هذا، هو كلامٌ جامعٌ مانعٌ، ولا شك أن التناصح والتذكير مطلوب، وكثير من أصحاب المحلات قد يسمعون مثل هذا، ولكن ليعلموا أنهم إذا لم يجدوا في أنفسهم استجابة لمثل هذا الكلام الطيب، والذي يذكر بالله عز وجل، ويخوف من عذابه، ويخوف كذلك أولاً من وقوع البلاء بالمسلمين عموماً إذا فشت المعاصي، ولم يحدث تذكير ولا تناصح، لأن الله عز وجل ذكر أنه لم ينجح إلا الذين كانوا ينهون عن السوء: فـ {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ}[الأعراف:١٦٥] فلا شك أن حقنا وحق الأخ السائل أن نناصح وأن نبين، وأن صاحب المحل إذا لم يستجب، فعليه أن يفتش في نفسه.
فيخشى عقوبة الله عز وجل عليه في نفسه، وأن تنزع بركات ماله، وأن يرى سوءاً في أهله، لأني أخشى أن يكون علم، أو لم يعلم أنه ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، لأنه إذا كانت المجلات على النحو التي وصفها صفه الأخ الفاضل تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فإن الله عز وجل توعد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة، فقدر هذا العذاب الأليم في الدنيا في نفسه؛ إما بسلب أرزاقه، وإما في نزع بركاته، وإما أن يرى الخبث والفحشاء في أهله، هذه القضايا كلها على المسلم أن يتبصر فيها، وأن يفتح قلبه للناصحين، وقد قال الله عز وجل في نبي من الأنبياء حينما قال:{وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}[الأعراف:٧٩] فاخش على نفسك إذا كنت لا تحب أن تكون من الناصحين، أو تستثقل الواعظين.