توجيهات عامة أخرى تشمل الشباب وغيرهم، ولكن الشباب يجب أن يكونوا بها أكثر اهتماماً وأكثر عناية، منها قوله صلى الله عليه وسلم:{نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ}.
أما الصحة فشأنها عجيب!
ومن حكمة الله عز وجل أنه لا يكاد يعرف أهمية الصحة ولا سرها إلا حينما يفقدها الإنسان، ثم يندم ولات ساعة الندم، وأظهر مظاهر الصحة تكون في الشباب، قوةً وحيويةً وحياةً ومنتهى القوة، ولهذا أحب من المدرسين والآباء والمربين أن يلمسوا الشباب هذه المسألة، لا يكاد الشاب يدركها ما دام في قوته وطاقته، لكن حينما تتقدم السن، وتبدأ آلام الظهر والركب، ويبدأ السكر والضغط، وتبدأ المشاكل والأولاد؛ حينئذٍ يدرك أن الصحة في الشباب، فالصحة هي أكثر تمثلاً في الشباب.
وكذلك الفراغ، كنا فكل من تتقدم به السن حينما كان في أيام الشباب كان يقول: حينما أبلغ المرحلة الفلانية سوف أعمل وأعمل، فتجد الصغير يقول: حينما أتزوج، والمتزوج يقول: حينما يكون كذا وكذا، حتى المتقاعد هو يتقاعد يقول: سوف أعمل كذا وكذا بينما معلوم أن لك الساعة التي أنت فيها، وليس أثمن بعد توفيق الله عز وجل والتوفيق للإيمان الصالح من أوقات الشباب، هي الفراغ وهي الطاقة المكتملة، والطاقة العقلية، والطاقة البصرية، والفكرية، والاستجماع الفكري.
على أن الإنسان مسئول عن هذا كله، فإنك مسئول عن عمرك فيم أفنيته، ومسئول عن الساعة والدقيقة والثانية، فمظهر الصحة أكثر ما يتمثل في الشباب، ولهذا أرجو من إخوتي الشباب أن يبتعدوا عن التسويف، وحتى أكون واقعياً أطلب: من أبنائي الشباب أن يكونوا واقعيين وألا يكونوا مسوفين؛ لأن هذه الفترة تنقضي، استغل وقتك، ثم لا يدري الإنسان هل يبلغ مبلغ الشيوخ أم لا يبلغ، والأعمار بيد الله عز وجل، فالذي أوصي به استغلال الصحة والحفاظ على الوقت.