للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مكانة التوحيد في الدين الإسلامي]

أيها الإخوة: توحيد الله هو العبودية التامة له سبحانه، تحقيقاً لكلمة الحق (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم، تحقيقاً لها في لفظها ومعناها، والعمل بمقتضاها، يقيم المسلم عليها حياته كلها، صلاته ونسكه، ومحياه ومماته، توحيدٌ في الاعتقاد، وتوحيدٌ في العبادة، وتوحيدٌ في التشريع، توحيدٌ تُنَقَّى به القلوب والضمائر من الاعتقاد في الألوهية لأحد غير الله، وتُنَقَّى به الجوارح والشعائر من أن تُصرف لأحد غير الله، وتُنَقَّى به الأحكام والشرائع من أن تتلقاه من أحد دون الله عز وجل.

التوحيد هو أول الدين وآخره، وظاهره وباطنه، وقطب رحاه، وذروة سنامه، قامت عليه الأدلة، ونادت عليه الشواهد، وأوضحته الآيات، وأثبتته البراهين، نصبت عليه القبلة، وأسست عليه الملة، ووجبت به الذمة، وعُصِمت به الأنفس، وانفصلت به دار الكفر عن دار الإسلام، وانقسم به الناس إلى سعيد وشقي، ومهتدٍ وغوي.