للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القصص وأهميتها في الدعوة إلى الله]

الحمد لله لم يزل واحداً أحدا، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا، أحمده سبحانه وأشكره، لا نحصي لنعمه عددا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي من الردى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أشرف متبوع وأفضل مقتدى، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الدجى، ومصابيح الهدى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان صلاة وسلاماً على مر الزمان أبدا.

أما بعد:

فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله ما استطعتم، وتداركوا بالتوبة النصوح ما فرطتم، ازجروا النفوس عن هفواتها، واغتنموا أعماركم بالأعمال الصالحة قبل فواتها، ألا وإن كتاب الله بينة بصائره، فيه الحجج الظاهرة، والمواعظ الزاجرة، والقصص البالغة.

أيها الإخوة: القصص في القرآن الكريم وسيلة من وسائل البيان، وسبيل من سبل الدعوة، القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حكم، ودستور حياة، يقص القصص ليعالج بها قضايا، ويقرر الحقائق ليغير بها باطلا.

القصص في القرآن الكريم: قوة في الحق وإبداع في البيان، ووضوح في المعالجة، قصص هو أحسن القصص، أنباء القرى تقص على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، في هذا القصص: تحقيق التوحيد، وإثبات الوحدانية، ورسوخ العقيدة، والتضحية في سبيلها، فيها إثبات الوحي والرسالة، وبراهين الإيمان بالغيب والبعث بعد الموت، ومظاهر القدرة الإلهية.

فيها الإنذار والبشارة، والترغيب والترهيب، وعقبى المستقيم، ومصارع الظالمين، وآثار الصبر والجزع، والشكر والبطر، فيها تصحيح منهج الفكر والنظر، وتصحيح الميزان على نهج الحق والعقيدة والإيمان، في القصص تجديد الصراع الدائم بين الحق والباطل، والكفر والإيمان، فيها التسلية لأهل الإيمان حين يتعرضون للبلاء والإعراض والأذى، فيها يتجلى التمسك بالإيمان والصبر في البأس والبأساء، وانتظار الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر.