للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دور الخلفاء والملوك وأهل الثراء في الرعاية الاجتماعية]

إننا عندما نتحدث عن الرعاية كثيراً ما نعني نشاط الدولة، بمعنى: أنه النشاط الذي ينبع من جهودٍ، إما من خليفة بجهده الشخصي واهتمامه الشخصي، لا لأنها وظيفة دولة؛ لأن وظيفة الدولة معروفة، أو من والٍ من الولاة، أو من أميرٍ من الأمراء، أو ثري من الأثرياء، أو نحو ذلك مما يزخر به تاريخنا.

إن تاريخ أمتنا الإسلامي عريقٌ وعميق، له قصب السبق في كل شأنٍ من شئون الحياة، وفي كل مرفقٍ من مرافقها، سواءٌ أكان في ميدان العلم والفكر، أم في ميدان العمل والبناء، أم في ميدان الرعاية والعناية، وهو عندنا أمرٌ لا يحتاج إلى برهان، فنصوص الكتاب والسنة واستنباطات أهل العلم جلية واضحة، والفقرة السابقة كان فيها إشارة إلى ذلك، والذي يعني في هذا المقام التنبيه والإشارة والإشادة بدور الخلفاء والحكام والأمراء وأهل الثراء في رعاية هذه الميادين والاحتفاء بها واحتضانها، وهذا نابعٌ من طبيعة احتفاء الإسلام بالعلم والعمل وعظم منزلتهما ومنزلة أهلهما لديه، فلا غرو أن يتبارى الحكام والولاة في التنافس الشريف.