الحمد لله لا تغيض ينابيع فضله، فليس لإحسانه حد، ولا غنى لعباده عن كرمه وإنعامه، فليس لآلائه عد، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد الفرد الصمد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل رسول، وأشرف عبد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه سارعوا في الخيرات وشمروا عن سواعد الجد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاعلم رحمك الله وأرشدك لطاعته أن من الأسباب الميسرة لقيام الليل، والمعينة عليه؛ الإقبال على الله، وصدق التعلق به مع حسن الظن به سبحانه، وعظم الرجاء فيما عنده، والحرص على الابتعاد عن الذنوب؛ فالذنوب تقسي القلوب، وتقعد الهمم، وحسبك من طعامك لقيمات، فمن أكثر من الطعام ثقلت نفسه، وغلبه نومه، وقد قال وهب بن منبه رحمه الله:[[ليس أحب إلى الشيطان من الأكول النوام]].
واحرص وفقك الله على سلامة القلب من الحقد والحسد، واجتناب البدع، ولزوم السنة والحرص عليها، وامتلاء القلب من الخوف من الله، مع قصر الأمل، ولتعلم أن أشرف البواعث وأعظمها حب الله ومناجاته، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب كتابه.