ومن مقتضيات هذا الإيمان: اتباع الأوامر، واجتناب النواهي، نؤكد الميثاق مع ربنا ولا ننقضه، ومن ثَمَّ: يكون الخضوع لله، وتحكيم شرعه، والبعد عن الظلم والتظالم، وأكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل، ومنع الزكاة وحقوق المال، وتقطيع الأرحام، وبخس الناس أشياءهم، وتضييع الموارد والثروات، وتبديدها فيما لا يرضي الله، والحذر من ارتكاب الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، والشرك بالله، والقول على الله بغير علم.
هذه هي مقتضيات الإيمان.
ويقترن بذلك: الأخذ بسنن الله في العلم والعمل، وحسن الاستثمار، ومراجعة السياسات الاقتصادية، والخطط التنموية، وبرامج التعليم والإعلام، والاستفادة الكاملة من الفرد والجماعة على نور من الله وهدي الإسلام.
إن البلاء في سياساتهم وليس في أُناسِيِّهِم.
خزائن الله لا تنفد، وإنما شحت أنظمتهم الجائرة، وخابت وحاقت بهم خططهم الماكرة.
ليس الحل بمعاقبة الإنسان، وإهلاك الشعوب، والتعامل مع البشر كما يُتَعامل مع النفايات، ليُلْقَى الفائض في الزبالات، ألا ساء ما يحكمون.
وخضوعاً لهذه السنن الإلهية، والحكم الربانية، جعل نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب وأكبرها: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك؛ لأن حق الحياة محفوظ لكل نَسَمَة.
ولَمَّا أذن النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالعزل لمن سأله، قال عليه الصلاة والسلام:{ما من نَسَمَة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة} وفي رواية أخرى: {اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قُدِّر لها} هذه هي العقيدة وهذا هو الواقع.