والقرآن الكريم أعلن أن الناس أمة واحدة، واختلافهم في ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم لا يقتضي التفاوت في معنى الإنسانية وحقوقها، بل الجميع في هذا سواء، وما كان الاختلاف في الشعوب والقبائل إلا من أجل التعارف والبراءة من التناكر والتدابر، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:١٣] وذلك كله في قانون الإسلام يقتضي أن يمد الإنسانُ بالعون لكل من يحتاج العون.
وعليه: فإن السعي في تهيئة الفرص لمريد العمل ومستطيعه ومطيقه أمرٌ تدل عليه تعاليم القرآن والسنة وتوجهاتهما، ويتاح لكل إنسانٍ من العمل قدر استطاعته الجسمية والعقلية، ومن قعدت به قوته عن العمل، فحقٌ أن تهيء له أسباب الحياة الكريمة.