بعض الناس إذا بينت له الحق في أمر ما، رد عليك بأن ذلك من خصوصياته، أو قال لك: ذنبي على جنبي، هل يعتبر ذلك من اتباع الهوى، وهل يكون كمن عبد مع الله غيره، أفيدونا مأجورين؟
الجواب
أما أنه يقول: ذنبي على جنبي، أو نحو ذلك، هذا لا شك أنه خطأ، لأن من المعلوم في هذا الدين أن التناصح بين المسلمين حق من حقوقهم، وأن حق المسلم أن ينصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ثم أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل أحد بقدر استطاعته؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه}.
فإذا رأيت أخاك على منكرٍ، فحقٌ عليك أن تنهاه بالطريقة التي ترى أنها مجدية، فإن كنت قادراً على التغيير باليد كما لو كان المنكر في بيتك، أو مع من لك عليه يد مثل أبنائك أو الذين تحت سلطتك وسلطانك، كما لو كنت رئيس مصلحة، أو وجيهاً في قوم تستطيع ما لا يستطيعه من دونك، فإذاً الأمر في حقك أعظم وهكذا، فهذه الكلمة لا شك أنها غير مقبولة، ولا يمكن أنها تكون مسوغاً لمن رأى منكراً أن يمتنع عن إنكاره وهو قادر على إنكاره.
أما أنه يكون عابداً مع الله غيره، فهذا كما قلنا يختلف على حسب مواقع المخالفة قد تكون صغيرة، وهذا لا يكون مشركاً، وقد تكون كبيرةً، فالذنب فيها أعظم، وقد تصل إلى حد الشرك كما قال الله عز وجل في أهل الكتاب:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}[التوبة:٣١] لأنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، وكذلك قال الله عز وجل في حق المشركين في سورة الأنعام:{وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام:١٢١].
إذاً: هذا النوع من الطاعة يكون شركاً وكما يسميه العلماء شرك الطاعة.