لكن -أيها الإخوة- عصرنا الحاضر فيه مزايا أكثر مما عند المتقدمين؛ مثلاً قضية الأشرطة؛ فهي نعمة من الله عز وجل ولا شك، وهي تمثل مرحلة وسطاً بين فقد العالم وبين الحضور الشخصي، الحضور الشخصي هو الأول، لكن إذا لم يمكن فاستمع إلى أشرطة، لكن ما هي الأشرطة التي نقصدها؟ نحن نتكلم عن العلم، علم العقيدة، والفقه، والحديث، ومصطلح الحديث، والنحو، فإذا كانت تلك المواد مسجلة لعلماء فهذا الذي نقصده، لا نقصد المواعظ العامة فهي شيء آخر.
شيخنا الشيخ ابن عثيمين حفظه الله له تعليق على زاد المستقنع يستطيع أن يقتنيه من كان في منطقة لا يستطيع الحضور على شيخ في بلده، فيمكن أن يستفيد منه.
كيفية الاستفادة من الشريط:
ينبغي أن تحضر الشريط أولاً، وتحضر الكتاب، وتفتح الكتاب، وتسمع الشيخ وتعلق على كتابك، هذا هو التلقي، بل قد يكون فيه ميزة للشريط، وهي: أنك قد تجعل الشيخ يرجع كل فترة إذا لم تفهم، بدلاً من أن تسأل الشيخ، يمكن أن تسأله مرةً ومرتين ثم تستحي، لكن الشريط تعيده عشرين مرة وتسمع، لكن ينبغي أن تعرف أن هذا يتطلب منك صبراً، الشريط الواحد يتطلب خمس ساعات في جلسة واحدة، ولا أظنها تكفيك، إذا كنت تفتح الكتاب وتسمع الشيخ وتقف وتعلق، لماذا؟ لأن هذه هي الفائدة، يكون عندك كتاب -مثلاً- الروض المربع أو زاد المستقنع وحده أو كلاهما معاً، كلما قال الشيخ: هذه المسألة الراجح فيها كذا، هذه معناها كذا، هذه المفردة كذا، تكتب، أما أن تضعه في السيارة وتسمع فهذا لا يفيد، بعض الناس يسمعه في السيارة فمثله كمثل الماء في الغربال.
لكن تقفل على نفسك الغرفة، وتجلس خمس ساعات إلى ست ساعات، وتثني ركبتك، وتكتب وتعلق، فحينئذ تستفيد، فهذه مرحلة وسط بين قلة الشيوخ وما بين الحضور على الشيخ، والحضور على الشيخ لا شك أنه أكثر بركة وفيه خير كثير.