اترك من أعمال السر ما لا يحسن بك أن تعمله في العلانية، واحفظ لسانك من الكذب وقول الزور وأبغض أهله، فأول فساد الأمور الجرأة على الكذب وتقليد المنافق والكذوب، والكذب رأس المأثم، ففي الحديث الصحيح: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.
فتكلَّم -رحمك الله- بخير وإلا فاسكت، واجتنب فضول الكلام، واسمع قول نبيك محمد صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت فلا تقل ما لا تعلم، وإن قلَّ ما تعلم، وخير القول ما نفع، والقول على الله بغير علم قرين الشرك بالله، وسبيل من سبل الشيطان العريضة، ولقد قال سبحانه:{وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[البقرة:١٦٨ - ١٦٩].
فدع -رحمك الله- القول فيما لا تعرف، والخوض فيما لم تكلف وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم}.