هل التذكير بمستوى واحد على الناس، أم هو يختلف بالنسبة للأب مع ابنه، وللجهات المسئولة كهيئة الأمر بالمعروف، ومكاتب الدولة عن غيرهم من المحتسبة؟
الجواب
في قوله تعالى:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}[الأعلى:٩] تدل على أن الإنسان يتخير الموعظة، ولعلنا ذكرنا قبل قليل إنه في ظروف معينة يأتيك رجل حسبة قد يكون في المستشفى، وهو حديث معين، وقد يكون الأب عنده مريض، أو عنده ولده حينما رسب، أو حينما نجح، فالظروف تختلف، وكل ظرف له نوع معالجة، وله نوع استغلال، وقد ذكرت لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالشاة الميتة؛ فذكَّر أصحابه، استغلالاً لهذا الموقف، وفي يوم الحج قال النبي صلى الله عليه وسلم:{أي يوم هذا؟ أي شهر هذا؟ أي بلد هذا؟} حتى ظن الصحابة أنه سيسميه بغير اسمه، ثم قال:{ألا إن دماءكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا فاستغلال المواقف وتخيرها سواءً من الأب في ببيته، ورجل الحسبة في الشارع، وفي أي المكان، أو الواعظ، أو إمام المسجد، المعلم، أو المعلمة، وتخير الظروف والأحوال والأوضاع، وتجدد نعم، وانصراف نقم، فليس شرطاً أن التذكير لا يكون إلا من خلال المكبر، أو خطبة جمعة، أو خلال كلام مكتوب، بل استغلال أي مناسبة حتى ولو كلمتين، أحياناً يمر عليكم واحد ويقول كلمة كأنك ما سمعتها إلا اليوم؛ لأنه أحسن استغلالها، وأحياناً تمر عليك آية من كتاب الله كأنك ما سمعتها إلا اليوم، لماذا؟ لأنها تواكبت مع مناسبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} فاستغل هذه الفرص.