أيها الإخوة في الله: ويوم يزيف الناس هذا الحق ويدرسونه بالباطل بدعوى التقدم والحرية والخصوصية يكونون بذلك قد جردوا هذه الأمة من أقوى أسلحة دعوتها ودعامتها وتضامنها وضمانة الخيرية فيها، وأبعدوها عن أقوى خصوصية بقائها واستمرارها، وبتركه وإهماله تسقط الأمة من ميزان التقييم والتفضيل حتى تصير إلى حضيض الانهيار الاجتماعي، مستوجبة اللعن والطرد كما لُعن الذين من قبلها، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[المائدة:٧٨] * {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة:٧٩].
وبعد أيها الإخوة المسلمون: فبإقامة هذه الشعيرة يقوم الدين وتُحفظ الملة، وتعز الأمة، وتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر، وبذلك تستقيم الموازين، وتتضح المفاهيم، فيتبين للناس المنكر من المعروف، والحق من الباطل، والمشروع من الممنوع، والمباح من المحرم.