إذا كان ما تقدم هو الطلاق السني فظاهره أن المقصود هو علاج مشكلة الخلاف بين الزوجين عن طريق هذا التصرف الذي هو عبارة عن وقف للعلاقة الزوجية، وليس فصلاً لها أو حسماً، فيتوقف وينظر، ومثله هذا إذا أوقفت موظفاً وقلت أوقفوه، يعني: لا فُصِل ولا شيء إنما موقوف حتى يُتحرى في القضية، وليس فصلاً لها أو حسماً لعلاقتهما، إنه أشبه بإيقاف موظف كما قلنا ريثما يُدرس الموضوع.
أما ما يتعاطاه المسلمون في أمور الطلاق أو كثير من المسلمين في أمور الطلاق، فهم بعيدون فيه عن الأحكام الصحيحة، والمقاصد النبيلة لهذه الأحكام.
إنهم يستخدمون الطلاق كسلاح يشهرونه في وجه المرأة إن لم تفعل كذا، كقولهم: إذا ذهبت لأمك إذا ما طبختي إذا ما أكلتي إذا ما وقفتي إذا ما قعدتي سبحان الله! إن لم تفعل كذا، أو إن أقدمت على كذا، أو إن لم يفعل فلان كذا، حتى أحياناً يدخلها في مشكلة وهي مسكينة جالسة في البيت وهو في المكتب؛ يا فلان! إذا ما جاء الملف تركتها! ما علاقة بنت الحلال في المطبخ في الملف الذي عند فلان؟!
فمع الأسف أن هذه هي الممارسات الخاطئة! إن لم يفعل فلان كذا فزوجته عليه كذا، وما ذنب هذه المسكينة التي في بيتها مع أطفالها؟!
ومن الفهم الخاطئ كذلك أن المطلقة حينما تسمع هذه الكلمة الثقيلة تخرج من البيت وتذهب إلى أهلها، وهذا خطأ، فحتى المطلقة طلاق السنة تبقى في بيت زوجها، بل سماه القرآن بيتاً لها:{لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ}[الطلاق:١].
لعلي أكتفي بهذا القدر وأعرف أن الحديث يطول وينبغي أن يطول؛ ولكن حسب الوقت المتاح وأرجو أن تتاح فرصة أخرى في مناسبات قادمة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.