[البراءة من المنظمات والهيئات الزائفة]
إننا نبرأ بهذه المنظمات والهيئات أن تُستغل ضد دين الله، وأحكامه وشرعه، أو ضد مجتمعٍ مسلمٍ آمن من خلال مفاهيم مغلوطة، أو قصور في التصور، أو نقص في الفهم، وإن من المرفوض توظيف دعاوى حقوق الإنسان على نحو يستهدف قيم الإسلام، وأحكام الشريعة، والعدوان على العقيدة الإسلامية ومعتنقيها.
لقد جعلوا قضية حقوق الإنسان بمفهومهم الخاص أحد الأسلحة التي يُشهرونها في وجه من شاءوا، جعلوها من مفهومهم وحدهم معياراً في تقديم مساعدات لمن يحتاج المساعدات، وجعلوها باباً واسعاً للتدخل غير المبرر في الشئون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، ومن ثمَّ الجرأة على دينها ومعتقداتها وأعرافها الصحيحة، كل ذلك تحت شعار حقوق الإنسان.
ومع الأسف كل الأسف! أن إثارة مثل هذه القضايا مرهونٌ بأحداثٍ سياسية، أو إملاء لمواقف معينة، نحو هذه الدولة أو تلك، فتتهم دول ويغض الطرف عن دولٍ أُخرى حسب المصالح والمواقف.
ومن غير المبالغ فيه إذا قيل: إنها ممارسة لإرهابٍ سياسي من أجل أغراضٍ سياسية، ومصالح اقتصادية، بتحريضٍ من بعض القوى ذات النفوذ والهيمنة، إنه هجومٌ مبطن من أجل الهجوم على الشريعة وأحكامها، وإن أهل الإسلام ليُؤكدون أنهم يُقدمون صورتهم الحقيقية، وإن لم تحز على رضا دعاة حقوق الإنسان حسب النموذج الذي يُريدون فرضه.
إنك لتعجب كل العجب حينما يتباكون على مجرمٍ نفذ فيه حكم الله وأقيم عليه القصاص؛ لأنه قتل نفساً بغير حق، أو لأنه أفسد في الأرض، أو حارب الله ورسوله، ولا يقولون كلمة حق، ولا يظهرون تعاطف صدق مع مسلمين أبرياء ضعفاء يقتلون بالآلاف بل بالملايين تزهق أرواحهم، وتهدم منازلهم، ويخرجون من ديارهم، وتشرد نساءهم وأطفالهم، بل لا يمكنون من الدفاع عن أنفسهم، والشيشان خير شاهد، بل الجرائم التي تقترف في حق هؤلاء العزل لا تدخل في قاموس هؤلاء؛ لأن هذا شأنٌ داخلي، بينما تنتهك سيادات دول باسم هذه الحقوق.
وبعد: أيها الناس! ما قيمة الإنسان بلا أخلاق؟
وما معنى الحرية إذا ضاعت المسئولية؟
وما معنى الحق إذا ضيع الواجب؟
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين:١ - ٨].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.