ألا ترى يا فضيلة الشيخ أن الصحوة الإسلامية أعطيت أكبر من حجمها، وأنه قد يكون لأعداء الإسلام يدٌ في ذلك لتغطية كثيرٍ من الفساد وحتى يكتفي المسلمون بهذا الصحوة؟
الجواب
أما أنها أعطيت أكبر من حجمها فلا أظن ذلك، وهي من مظاهر الخير والصلاح، والمقياس هو كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ من حيث الاستقامة في السلوك من اتباع الأوامر واجتناب النواهي وإقامة الصلوات والمحافظة على السنن، والاجتهاد في أمر الدعوة، وإصلاح الناس وإصلاح الناشئة والشبيبة.
لماذا ينكر تفاني الشباب في الدعوة؟ كيف صلاح البيوت والبنات؟
الأب تجده هو الذي على المنكر، والابن والبنت يبكون على ما عليه أبوهم، وهذا كثير وظاهر.
كيف يقال: إنها أعطيت أكبر من حجمها؟!
ترى فيهم صلاحاً ظاهراً، استقامة، التزام النساء بالحجاب، وبعض الصور لم نرها حتى في آبائنا وأمهاتنا من حيث تغطية الأيدي والأرجل بالقفاز المعروف والجوارب، هذا كله خير كثير، وإن كانت تغطى في السابق، لكن ليس على هذا النحو.
وأنا وإن كنت لا أحب الحديث عن نفسي، وأكره ذلك وأمقته، ولكن اضطررت لذكر شيء من باب التدليل على هذا الأمر، تصلني فتاوى وبخاصة عن طريق الهاتف، وغالباً المتحدث عبر الهاتف -سواء كان رجلاً أم امرأةً- يتحدث بمنتهى الصراحة وبمنتهى الوضوح، لا يراه أحد ولا يسمعه أحد إلا المتحدث إليه، فيتحدثون عن فضائح في البيوت بين الآباء والأمهات، والذين يشكون هم بنات وأبناء مما يدل على صلاح واستقامة؛ لأنه لو كان الأمر ليس بحق مثلاً لرأيته في الظاهر فقط، بينما في الداخل ترى أشياء لا بد أن تظهر آثارها على السطح، فهم على خير إن شاء الله، نعم هناك شذوذات وتصرفات خاطئة، وهذا أمر وارد وهذا شأن البشر، وقد يوجد نوعٌ من القصور، وقد يكون من التشدد ليس في السلوك، إنما أحياناً في بعض إيصال السلوك للآخرين أو نقد أعمال الآخرين، أما أن يكون للأعداء مدخل فيها، فأخشى أن يكون مدخلها من الجانب السلبي، كما يقال: إجهاض هذه الصحوة بأن يدخل فيها أناس ليسوا منها، ويتلبسون بالمظاهر وهم ليسوا منها، ومع الأسف أننا فيما نسمع أنه يوجد مثل هذا في خارج هذه البلاد، يأتي منتسبون إلى جهات مشبوهة، ويتزيون بزي الصالحين من الشباب، ويفعلون ما يفعلون، حتى نقل هذا لنا عن بعض من في ساحات الجهاد الأفغاني، يتزيون بزي أهل الجهاد، ويفجرون ببنات المجاهدين مثلاً، فتحدث البلبلة، فينسب هذا إلى العمل في الساحة ونحو ذلك، فقد يكون العكس، ومعلوم أن خطط الأعداء لا يستبعد منها أي شيء، ولكن حينما يكون الإخلاص والتكاتف ويكون الصدق -والصدق في العمل أن يكون على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم- فحينئذٍ تكون النصرة للمؤمنين بإذن الله.