للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على من قال: إن أهل السنة متزمتون]

السؤال

بعض الناس يقول عن أهل السنة والجماعة أنهم جماعة متزمتة لا يؤمنون بالتطور، وأن قضايا العصر تحتاج إلى مسايرتها، فما هو رد فضيلتكم على هذا الإشكال؟

الجواب

على كل حال مثل هذا يقال فيهم وفي غيرهم، فهذا يقول: متزمت، وذاك يقول: متساهل، لكن العبرة بالمواقع، والعبرة بالشيء المعاش، أما مثل هذه التهم ماذا تقول فيها؟ وفيما يتعلق بالدين وثوابته وضوابطه وقواعده فأمره جلي، هذا حلال وهذا حرام؛ لأن الإسلام له في كل حادثة فتوى، وله في كل نازلة خطب، لا شك في ذلك، وإذا رجع المسلمون في أمورهم إلى أهل العلم، فإن الأمر يكون جلياً، ويكون منضبطاً؛ لكن -مع الأسف- وبخاصة في وقتنا الحاضر تغيَّرت كثير من الأوضاع، ولا سيما فيما يتعلق بتواصل الناس، وتواصل العالَم، بمعنى أنه كما يقال: أصبح العالَم شبه قرية واحدة، أو مكاناً واحداً، ولهذا فيما يتعلق بوسائل الإعلام المتعددة سواءً، أكان فيما يتعلق بالقنوات الفضائية، أم ما يتعلق بشبكة المعلومات العالمية وغيرها أصبح التواصل بشكل واضح، ومن هنا تأتي البلبلات، ومن هنا لا تستطيع أن تقول القول الفصل، فأنا لا أزعم أنني إذا قلت قولاً سيكون قولي فصلاً، أو حينما يقول فلان لهذا السائل -جزاه الله خيراً- قد تأخذ بما أقول مثلاً، لكن غيرك لن يأخذ بما أقول، فمثل هذا لا أظنه يُحْسَم بمثل أن يثار هذا السؤال، إنما قد يكون متعيَّنٌ على العلماء خاصة أن ينظروا -فعلاً- في المتغيرات، وكيفية بيان الحق للناس، لأنه -مع الأسف- في وسائل الإعلام هذه كلٌّ أو كثير منهم يهرف بما لا يعرف، ويتحدث أناسٌ غير متخصصين البتة، لا يفقهون في دين الله شيئاً، بعضهم قد يكون عنده عاطفة إسلامية، أو يكون -كما يقولون- مفكراً إسلامياً، أو عنده ثقافة إسلامية، وهذا لا يكفي، فيتحدثون بأحاديث خطيرة، ناهيك عن أنهم يأتون به بمقابل واحد منحرف، يعني: شيوعي صرف، أو له مواقف مناوئة صرفة للدين وأهله، وهذا كله لا يمكن، أولاً: لأن مثل هؤلاء لا يعول عليهم، لكن ينبغي على أهل العلم الراسخين والربانيين أن يكون لهم نظر في توعية الناس وتنبيههم وردهم إلى الحق ووقايتهم من كثير من هذه البلبلات.