للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحسد يفسد الدين ويبعث على الخطايا]

الحسد -وقاكم الله- داء ينهك القلب والجسد، صاحبه ضجر، وعلاجه عسر ما ظهر منه فلا يداوى، وما بطن منه فمداويه في عناء، إنه قرين الكفر وحليف الباطل وعدو الحق منه تتولد العداوة، وبه تحصل القطيعة، وتتفرق الجماعة، وتتقطع الأرحام، ويفرق الشمل، وتتشتت الألفة، وتوغر الصدور، وتفسد الضمائر.

بالحسد يجرم الأبرياء، وتشوه الحقائق، ويجرح المستورون تلهٍ بسرد الفضائح، وتشهٍ بكشف الستور.

الحسد متنفس حقد مكظوم، ومتقلب صدر فقير إلى الكنف الرحوم.

الحسد يفسد الدين، ويضعف اليقين، ويكثر الهم، ويسهر العين، ويذهب بالمروءة، ويجلب الذل.

الحسد يأكل الحسنات، ويفسد الطاعات، ويبعث على الخطايا، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: {إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب -أو قال العشب-} رواه أبو داود والبيهقي وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.