نذكر الصفات الإجمالية لطالب العلم، ثم بعض الصفات التفصيلية.
من أهم ما يظهر على طالب العلم من صفات: أنه يعمل بعلمه؛ يأتمر بالأوامر، وينزجر عن النواهي، ويتذكر إذا ذكر، ويخشى الله ويتقيه، إذا قيل له: اتق الله خشي وخضع، ويراقب ربه ويستحييه؛ لماذا؟ لأنه يحس أنه قد حمل أعباء الرسل، وصار شهيداً في القيامة على من خالف أهل الملل، يقول الله عز وجل:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة:١٤٣].
ويقول العلماء: إن الحجة على من علم العلم فأغفله آكد منها على من قصر عنه وجهله، ومن أوتي العلم فلم ينتفع، وعن الزواجر لم يرتدع، وارتكب من المآثم قبيحاً، ومن الجرائم فضيحاً، كان علمه حجة عليه.
صاحب العلم الذي انتفع بعلمه يظهر عليه السمت والصلاح، لربه ذاكر، ولنعمه شاكر، وعليه متوكل، أهم أموره عنده الورع في دينه، واستعمال تقوى الله ومراقبته فيما أمره به ونهاه عنه، يأخذ نفسه بالبعد عن المشتبهات، مستمسكاً بالحلم والوقار، مجتنباً الكبر والإعجاب، متواضعاً لأهل الفضل والعلم، يدع الجدال والمراء، آخذاً بعرى الرشد والأدب، يرجى خيره، ويؤمن شره، ويسلم من ضره، ولا يسمع نميمة، ولا يرضى بغيبة.
والكلام في هذه الصفات يطول، ثم مثل هذا موته خسارة على الأمة في بنيانها، فهو كوكب غاب من سمائها.