أرجو إيضاح بدعة من يقول:"إكرام النفس هواها"، كما هو دارجٌ على ألسنة الناس، وما هو البديل لذلك أثابكم الله؟
الجواب
الأرجح أن هذه ليست بدعة، ويبدو أن التعبير بها له مساغ، وله وجه فمعنى: إكرام النفس هواها، ليس المقصود طبعاً إكرام النفس هواها في مخالفة الشريعة، وإنما في الأمور المعتادة من الناس، على معنى مثلاً: رغبت منه أن يدخل بيتك، وكان ظرفه لا يسمح، وألححت قليلاً، ثم رأيت عنده تمنع، فقلت: إكرام النفس هواها، هذا معناه أني لا أريد أن أشق عليك، كأنه يقول: أنا قدرت ظرفك، وأنا أردت إكرامك، وحيث إنني لم أكرمك في استضافتك في بيتي، فأنا أكرمك بأن لا يكون في نفسي حرج، وأن أتركك على هواك، هذا هو المقصود، وليس المقصود مخالفة الشريعة، لا.
هذه عادةً يتحدث بها الناس فيما أعلم في الأمور المعتادة في العادات، ليس في حدود الشريعة، تقول له: صلِّ، يقول: لا.
تقول: إكرام النفس هواها! هذا لا يقال، إنما الكلام غالباً في المعتاد كما قلنا في الاستضافة، في نحو طلب أشياء لم يتمكن من تحقيقها، سواء من ممتلكاته أو غيرها، فألححت عليه، فوجدت عنده تمنعاً، فقلت: إذاً إكرام النفس هواها، فهذا لا شيء فيها، أما أنها في أوامر الشريعة أو نواهيها، ثم تقول: إكرام النفس هواها، هذا لا يجوز، وليس هذا هو المقصود فيما أعلم من معتاد العبارة بين الناس.