وقضية الطلاق كثيراً ما يثيرها الكتاب، وأحياناً المسلسلات الإذاعية أو التلفزيونية، ولا شك أن هناك ممارسات خاطئة من المسلمين في موضوع الطلاق، ولكن الطلاق في حقيقته مشروع ولا يجوز أن يشكك فيه، بل منكره كافر بالدين؛ لأنه متقرر ولا شك، والإسلام دين واقعي، دين الحياة، ودين الفطرة البشرية، فلا يمكن التعامي أو التغافل عن الطبيعة البشرية، لماذا؟
لأنه قد يحصل خلاف، وقد يتبين عدم الوئام والتجانس على الرغم من كل ما وضعه الإسلام من احتياطات في الأسرة، فالأصل في الزواج أنه مبني على أسس تتعلق باختيار الزوجة، وأهمها قضية الدين والخلق، وأمور أخرى تأتي تبعاً، كالجمال ونحو ذلك؛ لكن الأساس هو الدين:{فاظفر بذات الدين تربت يداك} فإذا أخذ الإنسان بضوابط الإسلام في اختيار الزوجة، وكذلك الزوجة في اختيار زوجها؛ فإنه ستقل ولا شك نسبة الطلاق؛ لكن مهما كان فالطلاق مشروع؛ لأنه لا بد منه في بعض الأحوال؛ لأنه قد توجد مشكلة في البيت لا يحلها إلا الطلاق والانفصال؛ وأنتم تعلمون أن بيوتاً تقع فيها مشكلة لا يمكن أن تحل، يصلون فيها إلى حال لا يمكن لأحدهما أن يقبل الآخر، ويكاد بقاؤهما أن يكون كرهاً، وكل واحد سوف يظلم الآخر، وكل واحد سوف يتنكر لحقوق الآخر.
إذاً: تأتي أحوال الطلاق والانفصال فيها هو المخرج، فالأصل في الزواج كما قال الله عز وجل:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الروم:٢١] فإذا لم توجد المودة ولا الرحمة فهناك حلول إسلامية تسبق الطلاق، وسوف أتكلم في هذا عن ثلاثة أمور:
أولاً: المراحل التي تسبق الطلاق.
والأمر الثاني: الطلاق المشروع.
والأمر الثالث: أخطاء المسلمين في فهم الطلاق أو في إيقاع الطلاق.