أيها الإخوة الأحبة: الاعتبار والاصطبار -بإذن الله- مطية لا تكبو، وسيف لا يخبو، وهما -بإذن الله- جندٌ لا يُهْزَم، وحصنٌ لا يُهْدَم سترٌ عند الكروب، وعون على الخطوب.
إن من المعلوم أن من أعظم المقامات في ذلك الصبر على أقدار الله المؤلمة، التي تنال العبد في نفسه وماله وأهله، ولقد جاء في الخبر:{إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده، ثم صبر على ذلك حتى يبلغ المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل}{والبلايا مكفراتٌ للذنوب}{ومن يرد الله به خيراً يُصِب منه}.
يا إخوني! إن العبد إذا اتجه إلى ربه بتوحيدٍ خالص، وعزيمةٍ صادقة، وتوبةٍ نصوح، موقناً برحمته، واجتهد في الصالحات؛ دخلت الطمأنينة إلى قلبه، وانفتحت أبواب الأمل في وجهه، واستقام على الطريقة، واستتر بستر الله.
اسمعوا واحفظوا واعملوا بقول نبيكم محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:{ما أصاب عبداً همٌ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ماضٍ فِيَّ حكمك، عدلٌ فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي؛ إلا أذهب الله غمه وأبدله مكانه فرحاً.
قالوا: يا رسول الله! ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: أجل! ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن}.
اللهم أيقض من الغفلة قلوبنا، اللهم أيقض من الغفلة قلوبنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وآنس في القبور وحشتنا، وارحم اللهم إليك منقلبنا، ونسألك الشكر على نعمائك، والصبر على بلائك، ونسألك برحمتك مغفرة الذنوب، وستر العيوب.