للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطلاق في غير محله تعد لحدود الله]

وإن من أعظم أسباب الفتن وتفكك الأسر وتشتت الأهل: التعجل في أمر الطلاق والتطليق.

إن كثيراً من المسلمين يظلمون أهلهم وأهليهم لجهلهم بأحكام دينهم وحكم تشريعه، الطلاق في غير محله تعدٍ لحدود الله وتجاوز لسننه، ونفور عن مواطن الألفة والمودة والرحمة، وبعدٌ عن مسالك الصلاح والإصلاح: {أبغض الحلال إلى الله الطلاق} كما جاء في الحديث، وفي حديثٍ آخر عند الدارقطني: {ما خلق الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق} وفي مسند الديلمي عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: {تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له العرش} استشهد به القرطبي، وفي لفظ آخر: {تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات}.

وأخرج الخمسة إلا النسائي وحسنه الترمذي من حديث ثوبان رضي الله عنه: {أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة}.

إن الطلاق على هذه الشاكلة -أيها المسلمون- عبثٌ وحمق، وفصلٌ لعرى الزوجية التي تمت بكلمة الله، وقامت على أمانة الله، يقول عليه الصلاة والسلام وقد أخبر عن رجلٍ تجاوز الحد في الطلاق: {ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول: قد طلقت قد راجعت؟! أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟! حتى قام رجلٌ من القوم فقال: يا رسول الله! ألا أقتله؟} أخرجه النسائي.